أثر الثقافات والديانات الوثنية في نشأة الفرق والمقالات، وأوجه مشابهة الفرق لهم، وموقف السلف منهم، من خلال مصنفات السلف في الاعتقاد إلى نهاية القرن الخامس الهجري

القسم: بحوث مفردة
المؤلف: د. شريفة بنت مصلح السنيدي جميع بحوث المؤلف

ملخص البحث

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعدُ؛ فقد ذكر الله في محكم كتابه عداوة المشركين للإسلام وأهله، ومن نظر في التاريخ وجد تشابهًا بين الديانات والفلسفات الوثنية وبين الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة، وقد بين السلف أثر تلك الديانات في نشأة الفرق وأوجه مشابهة الفرق لهم.

ويتبين أثر المجوس في القدرية: في القول بنفي القدر، وقد روي في الأثر: أن القدرية هم (مجوس هذه الأمة)، كما بين السلف أن أول من تكلم في القدر هو معبد الجهني الذي أخذ قوله هذا من رجل من أبناء المجوس يقال له (سيسويه). أما أثرهم في الشيعة: فقد ورد في كتب السلف أن عامة الفرس قد أظهروا التشيع، حتى أخرجوا بعضهم عن الإسلام، كفرقتَي القرامطة والإسماعيلية اللتين جاهرتا بترك الإسلام جملةً وقالتا بالمجوسية المحضة.

ويتبين أثر الصابئة في المرجئة: فيما ورد عن سعيد بن جبير ؒ من قوله: "إنما المرجئة مثل الصابئين"، كما نقل عن السلف أن القول بالإرجاء جاء من العراق بالقرب من موطن الصابئة في حران. أما أثرهم في الجهمية: فيظهر في أن أصل مقالة التعطيل للصفات إنما هو مأخوذ عن الصابئة، وأن الجعد بن درهم -أول من أظهر النفي في الإسلام- هو من أهل حران، كما قال الإمام أحمد ؒ، وكان بحران أئمة الصابئة الفلاسفة.

ويتبين أثر الفلسفة اليونانية في نشأة الفرق: من خلال انتقالها عبر من تأثر بها من أتباع الديانات من اليهود والنصارى، والصابئة والمجوس، وكذلك عن طريق ترجمة الكتب اليونانية التي أدخلت الموروثات الفلسفية في دين الناس، وتلقفها أهل الفرق، وكانت سببًا مباشرًا في نشوء المدارس الكلامية بين المسلمين وظهور الاعتزال في العصر العباسي.

ويتبين أثر الشعوبية في نشأة الفرق: في أن قومًا من الأعاجم قد تملكهم التعصب واحتقار العرب والحقد عليهم، فأظهروا الإسلام وهم زنادقة، ودخلوا في الفرق، بل كانوا من رؤوسها، فزادوها ضلالًا وبعدًا عن السنة، وطعنوا في الأحاديث الصحيحة، وقد نقل عنهم السلف تحاملَهم على أصحاب الحديث واستحقارهم لهم.

ويتبين الأثر الهندي في نشأة الفرق: من خلال ما ورد في مصنفات الاعتقاد من تأثر جهم بالسُّمنية، وهي من الديانات الهندية، وكذا في البدع الصوفية كالتسول، وترك الكسب، والشوق البدعي، والمبالغة في الزهد.

د. شريفة بنت مصلح السنيدي

Location