ملخص البحث
إنّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد؛ فإن من الحقوق الواجبة لنبينا محمد ﷺ محبة آل بيته، وبيان حقوقهم، وإبراز فضائلهم وجهادهم وسيرهم، وإن من أبرز جهودهم بيان العقيدة والدفاع عنها، فأئمة أهل البيت كعلي بن أبي طالب وابن عباس ¶ ومن بعدهم كلهم متفقون على ما اتفق عليه سائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان من إثبات الصفات والقدر، والكتب المشتملة على النقولات الصحيحة مملوءة بذلك.
وإن «رسالة الإرجاء» للإمام الحسن بن محمد بن الحنفية، من الرسائل المهمة، وتتجلى أهميتها فيما يأتي:
- كونها لأحد أئمة أهل السنة من أهل بيت رسول الله ﷺ.
- اشتمالها على مسائل عقدية مهمة، كالأمر بالاعتصام بالكتاب والسنة، والترضي عن أبي بكر وعمر، والإشارة إلى ظهور الخوارج والسبئيين.
- ثبوتها بالسند المتصل الصحيح إلى الإمام الحسن بن محمد.
- بسبب هذه الرسالة اتهم الحسن بن محمد بالإرجاء! وقيل: إنه أول من تكلم بالإرجاء.
- الدفاع عن الصحابة وإبطال القول بأن المرجئة المبتدعة هم امتداد للصحابة الذين اعتزلوا الفتنة.
ومع هذه الأهمية لهذه الرسالة التي خرجت من نسل أهل بيت رسول الله، إلا أني لم أجد من تناولها بالدراسة، مع الحاجة الماسة لتحقيق مسائلها، وتوضيح الإرجاء المقصود فيها، وهل رجع الحسن بن محمد عن ذلك أو لا؟
د. محمد بن عبدالله العتيبي