يتناول هذا البحث المحبة بين العبودية والفطرية، وكما هو معلوم فإن المحبة هي أصل الإيمان وشرط لصحة العبادة، وهي عبادة قلبية عظيمة، وقد قسمته إلى مبحثين:
الأول: محبة العبودية: وهي محبة الله تعالى وتعظيمه والخشوع له، ومحبة الرسول ☺ لشخصه الكريم وذاته الشريفة. ومن لوازم محبة ☺ طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر والانقياد له والرضا والتسليم لحكمه وأمره. و محبة ما يحبه الله تعالى؛ كحب الطاعات والأعمال الصالحة والحب في الله ولله تعالى، وأنه يجتمع في الشخص الواحد سبب الولاية وسبب العداوة، فيحب من وجه ويبغض من وجه والحكم لما يغلب عليه.
الثاني: الحديث عن المحبة الفطرية الطبيعية: وهي ميل الإنسان لما يلائم طبعه، ولها ثلاثة أحكام:
فإن أحبها متوصلاً بها إلى محبة الله أثيب عليها. وإن أحبها موافقة لطبعه ولم يؤثرها على محبة الله كانت من قسم المباحات، وإن قدّمها على ما يحبّه الله تعالى ويرضاه كان ظالماً لنفسه، أما حُبُّ الكافر وموالاته لكفره، فهذا كفر مخرج من الملة.
أما إذا أحبّ الكافر للدنيا مطلقاً خوفاً وطمعاً فهذا نوع من مودّتهم وموالاتهم فحكمه حرام وإثم عظيم، وإذا كان حُبُّ الكافر ومودّته لأجل قرابة أو في مقابلة نعمة أو زواج ولم يكن من المحاربين ففي هذا رخصة، وهو من باب مقابلة الإحسان بالإحسان ومن باب حسن الخلق والمروءة.
ثم ختم البحث بأهم النتائج.